کد مطلب:352932 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:268

فیما یتعلق بأهل البیت
السؤال الثالث: من هم أهل البیت؟

یقول الله سبحانه وتعالی: إنما یرید الله لیذهب عنكم الرجس أهل البیت ویطهركم تطهیرا [الأحزاب: 33]. یقول أهل السنة والجماعة بأن هذه الآیة نزت فی نساء النبی صلی الله علیه وآله وسلم، ویستدلون علی ذلك بسیاق ما قبلها وما بعدها من الآیات، وعلی حسب زعمهم فإن الله أذهب الرجس عن نساء النبی وطهرهن تظهیرا. ومنهم من یضیف إلی نساء النبی علی وفاطمة والحسن والحسین، ولكن الواقع النقلی والعقلی والتاریخی یأبی هذا التفسیر، لأن أهل السنة یروون فی صحاحهم بأن الآیة نزلت فی خمسة وهم محمد وعلی وفاطمة والحسن والحسین، وأن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم هو الذی خصهم ونفسه الشریفة بهذه الآیة الكریمة عندما أدخل علیا وفاطمة والحسنین معه تحت الكساء. وقال: اللهم هؤلاء أهلی فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهیرا. وقد أخرج ذلك من علماء أهل السنة جمع غفیر أذكر منهم:



[ صفحه 70]



1 - مسلم فی صحیحه فی باب فضائل أهل بیت النبی: 2 / 368. 2 - الترمذی فی صحیحه: 5 / 30. 3 - مسند الإمام أحمد بن حنبل: 1 / 330: 4 - مستدرك الحاكم: 2 / 123. 5 - خصائص الإمام النسائی: 49. 6 - تلخیص الذهبی: 2 / 150. 7 - معجم الطبرانی: 1 / 65. 8 - شواهد التنزیل للحاكم الحسكانی: 2 / 11. 9 - البخاری فی التاریخ الكبیر: 1 / 69. 10 - الإصابة لابن حجر العسقلانی: 2 / 502. 11 - تذكرة الخواص لابن الجوزی: 233. 12 - تفسیر الفخر الرازی: 2 / 700. 13 - ینابیع المودة للقندوزی الحنفی: 107. 14 مناقب الخوارزمی: 23. 15 - السیرة الحلبیة: 3 / 212. 16 - السیرة الدحلانیة: 3 / 329. 17 - أسد الغابة لابن الأثیر: 2 / 12. 18 - تفسیر الطبری: 22 / 6. 19 - الدر المنثور للسیوطی: 5 / 198. 20 - تاریخ ابن عساكر: 1 / 185. 21 - تفسیر الكشاف للزمخشری: 1 / 193. 22 - أحكام القرآن لابن عربی: 2 / 166. 23 - تفسیر القرطبی: 14 / 182. 24 - الصواعق المحرقة لابن حجر: 85. 25 - الإستیعاب لابن عبد البر: 3 / 37.



[ صفحه 71]



26 - العقد الفرید لابن عبد ربه: 4 / 311. 27 - منتخب كنز العمال: 5 / 96. 28 - مصابیح السنة للبغوی: 2 / 278. 29 - أسباب النزول للواحدی: 203. تفسیر ابن كثیر: 3 / 483. وغیر هؤلاء من علماء أهل السنة والجماعة كثیرون لم نذكرهم واكتفینا فی هذه العجالة بهذا القدر. وإذا كان كل هؤلاء یعترفون بأن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم هو الذی بین المقصود من هذه الآیة فما قیمة أقوال غیره من الصحابة أو التابعین أو المفسرین الذین یریدون حمل معناها علی غیر ما یریده الله ورسوله، ابتغاء مرضاة معاویة وطمعا فی ما عنده. كما أن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم أشار إلیهم مرة أخری وخصهم بأنهم هم أهل البیت لا غیرهم، وذلك عندما نزل قوله سبحانه وتعالی: فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله علی الكاذبین [آل عمران: 61]. فدعا علیا وفاطمة وحسنا وحسینا وقال هؤلاء أبناؤنا وأنفسنا ونساؤنا فهلموا أنفسكم وأبناءكم ونساءكم. وفی روایة مسلم اللهم هؤلاء أهلی [1] .

وعلماء أهل السنة والجماعة الذین ذكرتهم فی المصادر السابقة كلهم یعترفون أیضا بنزول هذه الآیة فی هؤلاء الخمسة المذكورین صلوات الله وسلامه علیهم أجمعین. علی أن أزواج النبی رضی الله تعالی عنهن عرفن مقصود الآیة



[ صفحه 72]



الكریمة ولذلك لم تدعی واحدة منهن أنها من أهل البیت وعلی رأسهن أم سلمة وعائشة وقد روت كل واحدة منهن أن الآیة خاصة برسول الله وعلی وفاطمة والحسن والحسین وقد أخرج اعترافهن كل من مسلم والترمذی والحاكم والطبری والسیوطی والذهبی وابن الأثیر وغیرهم. أضف إلی كل ذلك أن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم، قد رفع هذا للبس وهذا الإشكال لأنه علم بأن المسلمین قد یقرؤون القرآن ویحملون أهل البیت علی سیاق الآیات السابقة واللاحقة والتی تحذر نساء النبی، فبادر إلی تعلیم الأمة بمقصود آیة إذهاب الرجل والتطهیر عندما داوم طیلة ستة أشهر (بعد نزول الآیة) علی المرور بباب علی وفاطمة والحسنین قبل الشروع فی إقامة الصلاة فیقول: إنما یرید الله لیذهب عنكم الرجس أهل البیت ویطهركم تطهیرا، قوموا إلی الصلاة یرحمكم الله. وقد أخرج هذه المبادرة التی فعلها رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم الترمذی فی صحیحه: 5 / 31 والحاكم فی المستدرك: 3 / 158 والذهبی فی تلخیصه - وأحمد بن حنبل فی مسنده: 3 / 259 وابن الأثیر فی أسد الغابة: 5 / 521 والحسكانی فی شواهد التنزیل: 2 / 11 والسیوطی فی الدر المنثور: 5 / 199 والطبری فی تفسیره: 22 / 6 والبلاذری فی أنساب الأشراف: 2 / 104 وابن كثیر فی تفسیره: 3 / 483 والهیثمی فی مجمع الزوائد: 9 / 168 وغیرهم. وإذا أضفنا إلی كل هؤلاء أئمة أهل البیت وعلماء الشیعة الذین لا یشكون فی اختصاص محمد وعلی وفاطمة والحسن والحسین بهذه الآیة الكریمة فلا تبقی بعد ذلك أیة قیمة لمن خالفهم من أعداء أهل البیت والمتشیعین لمعاویة وبنی أمیة الذین یریدون لیطفؤوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون. وقد كشف أولئك الذین یفسرون الآیة علی غیر تفسیر النبی صلی الله علیه وآله وسلم



[ صفحه 73]



لها، بأنهم من المتزلفین إلی الحكام من الأمویین والعباسیین قدیما، وحدیثا بأنهم من النواصب الذین یبغضون علیا وإن تستروا بزی العلماء والفقهاء. علی أن العقل وحده یحكم بعدم شمول هذه الآیة، أعنی (إذهاب الرجس - والتطهیر لزوجات النبی صلی الله علیه وآله وسلم. 1 - فإذا ما أخذنا علی سبیل المثال أم المؤمنین عائشة التی تدعی أنها أحب أزواج النبی صلی الله علیه وآله وسلم إلیه وأقربهم لدیه حتی أن باقی أزواج النبی صلی الله علیه وآله وسلم غرن منها وبعثن للنبی صلی الله علیه وآله وسلم ینشدنه العدل فی ابنة أی قحافة كما قدمنا، لم تتجرأ، ولم یتجرأ أحد من أنصارها ومحبیها ولا من السابقین أو من اللاحقین أن یقول بأن عائشة كانت تحت الكساء یوم نزول الآیة، فما أعظم محمد صلی الله علیه وآله وسلم فی أقواله وأفعاله وما أعظم حكمته عندما حصر أهل بیته معه تحت الكساء حتی أن أم المؤمنین أم سمة زوجة النبی صلی الله علیه وآله وسلم أرادت الدخول معهم تحت الكساء وطلبت ذلك من زوجها رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ولكنه منعها من ذلك وقال لها: أنت إلی خیر. 2 - ثم إن الآیة بمفهومها الخاص والعام دال علی العصمة. فإن إذهاب الرجس یشمل كل الذنوب والمعاصی والرذائل صغیرها وكبیرها وخصوصا إذا أضیف إلیها تطهیر من رب العزة والجلالة، وإذا كان المسلمون یتطهرون بالماء والتراب طهارة جسدیة لا تتعدی ظاهر الجسم، فأهل البیت طهرهم الله طهارة روحیة غسلت العقل والقلب والفؤاد فلم تترك لوساوس الشیطان ولا لارتكاب المعاصی مكانا. فأصبحت قلوبهم صافیة نقیة خالصة مخلصة لخالقها وبارئها فی كل حركاتها وسكناتها. 3 - ولكل ذلك كان هؤلاء المطهرون مثالا للإنسانیة جمعاء فی الزهد والتقوی والإخلاص والعلم والحلم والشجاعة والمروءة والعفة والنزاهة والعزوف عن الدنیا والقرب منه جل وعلا ولم یسجل التاریخ لواحد منهم معصیة أو ذنبا طیلة حیاته.



[ صفحه 74]



وإذا كان الأمر كذلك، فلنعد إلی المثال الأول لزوجات النبی صلی الله علیه وآله وسلم وهی عائشة التی بلغت من المرتبة السامیة والمكانة العالیة والشهرة الكبیرة ما لم تبلغه أیة زوجة أخری للنبی صلی الله علیه وآله وسلم، لا ولا حتی لو جمعنا فضائلهن بأجمعهن ما بلغن عشر معشار عائشة بنت أبی بكر، هذا ما یقوله أهل السنة فیها والذین یعتبرون أن نصف الدین یؤخذ عنها وحدها. وإذا ما تجردنا للحقیقة بدون تعصب ولا انحیاز، فهل من المعقول أن یحكم العقل بأنها مطهرة من الذنوب والمعاصی؟ أم أن الله سبحانه رفع عنها حصانته المنیعة بعد موت زوجها رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم؟ فلننظر معا إلی الواقع.


[1] صحيح مسلم: 7 / 121. باب فضائل علي بن أبي طالب.4.